20 مارس 2009

قصة مفكر

من رواد الفكر التربوي الإسلامي

***************العالم المسلم ابن خلدون :
عبد الرحمن بن محمد بن خلدون المؤرخ الشهير ورائد علم الاجتماع الحديث الذي ترك تراثا مازال تأثيره ممتدا حتى اليوم. ولد في تونس عام 1332 وعاش في اقطار ( شمال افريقيا) أسرة ابن خلدون أسرة ذات نفوذ في إشبيلية في الأندلس تنحدر من أصل يمني حيث كانت تعيش في حضرموت في الهجرين، عقب بداية سقوط الأندلس بيد الإسبان، هاجر بنو خلدون إلى تونس التي كانت تحت حكم الحفصيين.
يعد من كبار العلماء الذين انجتبهم
شمال افريقيا، اذ قدم نظريات كثيرة جديدة في علمي الاجتماع والتاريخ ، بشكل خاص في كتابيه : العبر والمقدمة. وقد عمل في التدريس في بلاد المغرب ، بجامعة القرويين في فاس ،ثم في الجامع الازهر في القاهرة ، والمدرسة الظاهرية، وغيرها من محافل المعرفة التي كثرت في ارجاء العالم الاسلامي المختلفة خلال القرن الثالث عشر نظراً لحض الدين الإسلامي الحنيف للناس على طلب العلم. وقد عمل ابن خلدون في مجال القضاء اكثر من مرة ، وحاول تحقيق العدالة الاجتماعية في الاحكام التي اصدرها. ونحن نقتطف وصفه لمعاناته في هذا المجال في كتاب مذكراته التعريف بابن خلدون.
وللاطلاع على مزيد من سيرته الرائعة يمكنكم زيارة الروابط التالية :
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86

رابط لدراسة علمية من جامعة الملك سعود مشاركة طالبة على الرابط :

http://faculty.ksu.edu.sa/m.AlFouzan/Pages/%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%88%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A.aspx




****************العلامة المسلم ابن سحنون :

أبو عبد الله محمد بن سحنون من فقهاء المالكية من بلاد المغرب ، تثقف على أبيه ( سحنون ) وكذلك ابن القاسم ، وابن وهب .

له فضل السبق في إدراك ( حقيقتين تربويتين ) وهما :1- وضع منهجاً لتعليم الصغار .
2- خطا الخطوة التطبيقية ، فألف كتاباً يترجم مفاهيم هذا المنهج سماه ( آداب المعلمين ) وهوكتاب صغير ، عدد صفحاته ست وعشرون ، وعنى بطبعه ونشره ، والتقديم له الأستاذ حسن بن حسنى عبدالوهاب .

وللاطلاع على قصة حياته كمفكر تربوي مسلم ...تفضلي بزيارة الموقع التالي :
http://www.zahra1.com/BHOOTH/ROWWAD_ebn-sa7non.htm


**************العلامة المسلم الإمام الغزالي :

محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي أبو حامد حجة الإسلام ، عرف مناهج الفلسفة واشتغل بالتدريس ورأس المدرسة النظامية في بغداد ، ثم اتجه إلى التصوف والفقه ، واتجه في آخرحياته إلى الحديث ومات وهويعلن أن عقيدة أهل الحديث هي العقيدة الناجية في الإسلام
(والله أعلم )

من أشهر مؤلفاته :
إحياء علوم الدين في أربعة أجزاء : المنقذ من الضلال – ميزان العمل رسالة أيها الولد - فاتحة العلوم .


وللإطلاع على سيرة حياته كمفكر تربوي مسلم .. تفضلي بزيارة الموقع التالي :

http://www.zahra1.com/BHOOTH/ROWWAD_algazaly.htm


رابط آخر عن بعض آرائه

gaaaag.com/vb/showthread.php?s=8f22b13a5ea762aaabbb173aaee257df&t=29413

هناك 12 تعليقًا:

  1. فيلسوف
    الاسم Αριστοτέλης, Aristotélēs
    تاريخ الميلاد 384 قبل الميلاد
    تاريخ الوفاة 322 قبل الميلاد
    المدرسة الفكرية المدرسة الأرسطية

    أرسطو أو ارسطوطاليس (384 ق.م. – 322 ق.م.) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر. كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، والشعر، والمنطق، وعبادة الحيوان، والأحياء، وأشكال الحكم.
    نشأته
    ولد ارسطو عام 384 قبل الميلاد في مدينة ( ستاغيرا ) في شمال اليونان، وكان والده طبيبا مقربا من البلاط المقدوني ، وقد حافظ ارسطو وتلاميذه من بعده على هذا التقارب . وقد كان لوالده ثأير كبير عليه لدخوله مجال التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة على دقة الملاحظة والتحليل . وفي عام 367 رحل ارسطو إلى اثينا للالتحاق بمعهد افلاطون ، كطالب في البداية ، وكمدرس فيما بعد . وكان افلاطون قد جمع حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثرا وتنظيم المعارف الانسانية ، وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها في مختلف الاتجاهات ، وكان هذا هو التوجه المعلن لتعاليم وأعمال ارسطو.
    وكان من برامج معهد افلاطون ايضا تدريب الشباب للقيام بالمهن السياسية ، وتقديم النصائح والمشورة للحكام ، ولذا فقد انضم ارسطو عام 347 إلى بلاط الملك هرمياس ، ومن ثم ، وفي عام 343 دخل في خدمة الملك فيليب الثاني امبراطور مقدونيا حيث اصبح مؤدبا لابنه الاسكندر الكبير . وبعد سبع سنوات عاد مرة اخرى إلى اثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم ) أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات أو اماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون ، كما تسمى اليوم جماعات الضغط السياسية في الكونغرس الأمريكي بـ ( االوبي ) نسبة إلى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس في واشنطن . وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( اكاديمية ) افلاطون بتوسيع المجالات العلمية التي كانت تناقشها واعطت أهمية كبرى لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة الاسكندر الكبير ، بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية ارسطو ، وقد كان من الموالين للمقدونيين ، مما جعله يتقاعد ، ولم يمهله القدر طويلا حيث توفي بعد اقل من عام من وفاة الاسكندر ، فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد . َ وعلى الرغم من غزارة انتاج ارسطو الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة ، إلا انه لم يبق منها الا النذر اليسير ، فقد ضاع معظمها، ولم يبق سوى بعض الاعمال التي كانت تدرس في مدرسته، والتي تم جمعها تحت اسم ( المجموعة الارسطوطالية ) بالاضافة إلى نسخة ممزقة من ( الدستور الاثيني ) الذي وضعه، وعدد من الرسائل والاشعار ومن ضمنها مرثية في افلاطون.
    مكانته
    ثاني أكبر فلاسفة الغرب بعد أفلاطون. مؤسس علم المنطق، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية، والفيزياء الحديثة. أفكاره حول الميتافيزيقيا لا زالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور، وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور. ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية، فهو مؤسس البيولوجيا (علم الأحياء) بشهادة داروين نفسه، وهو المرجع الأكبر في هذا المجال. وشعره يعتبر أول انواع النقد الدرامي في التاريخ، وتأثيره واضح على جميع الاعمال الشعرية الكلاسيكية في الثقافة الغربية وربما غيرها ايضا . ويرجع سبب هذا التأثير إلى أن اعمال أرسطو كانت شاملة، وتحيط بجميع الجوانب الحياتية، وتروق لجميع انواع البشر والثقافات.
    المجموعة الارسطوطالية
    1. المنطق
    2. الطبيعة
    3. ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا )
    4. الاخلاق و السياسة
    5. الخطابة والشعر
    وفاته
    بعد موت أرسطو، استمر التقليد الفلسفي الارسطوطالي سائدا خلال الحقبة الهلنسية ( الاغريقية ) من خلال المدرسة المشائية التي أسسها ، وقد ساعد ظهور النزعات الانتقائية والكلاسيكية المحدثة خلال القرن الأول قبل الميلاد على تنصيب ارسطو كمرجعية فلسفية وحيدة لجميع الفلاسفة وخصوصا في المنطق والعلوم الطبيعية . أما في الفترة من القرن الثالث وما تلاه ، فقد كانت الفلسفية الاقلوطينية هي السائدة حينذاك ، وذلك لأنها ناسبت الحياة الدينية المسيحية التي انتشرت في ذلك العهد . وقد تبنى رجال الدين المسيحيين في عصر الدولة الرومانية والبيزنطية والاسلامية التوجه الافلاطوني ، ونبذوا الفلسفة الارسطوطالية باعتبارها نوعا من الهرطقة . ومع ذلك فإن الفلسفة النصرانية ( الاسكولاستية ) في القرون الوسطى في أوروبا قد ظهرت وتطورت بفضل استيعاب الفلسفة الارسطوطالية بالرغم من محاربة رجال الدين ، وقد أدى هذا التقارب المشبوه بين النصرانية والارسطوطالية إلى فقدان الارسطوطالية لسمعتها الطيبة ، إلى أن أعيدت لها تلك السمعة مع بداية القرن التاسع عشر بفضل ظهور الفيلسوف الألماني هيغل الذي اعاد للفلسفة الارسطوطالية اعتبارها وجعل منها الأساس الذي قامت عليه الفلسفة الحديثة.
    تأثيره
    لقد أثر أرسطو كثيرا في مفكري العالم بعلم المنطق الصوري الذي جاء به و الذى يعنبر أول القواعد التي عرفتها البشرية و يمكن فيه أن نميز بين مجموعة من المفاهيم مثل: التصور و هو فكرة عامة تعبر عن مظهر من مظاهر الواقع كقولنا شجرة، إنسان ... الحد: وهو اللفظ أو الكلمة التي نعبر بها عن التصورات. الكليات الخمس: وهي أساس القيام بالتعريف المنطقي وهي الجنس، الفصل النوعي، النوع، الخاصة و العرض العام. يمكن التميييز بين نوعين من الاستدلال الأرسطي: مباشر و فيه تقابل القضايا وعكس القضايا.
    من مقولاته: الفقر والد الثورة والجريمة. أن تدرك يعني ان تعاني. الشيطان يجمع الرجال معا. السعادة مرهونة بنا نحن.
    منطق أرسطي
    قوانين الفكر الأرسطية
    أرسطو هو واضع علم المنطق ليس بوصفه علماً مستقلاً بالصورة التى هو عليها الآن لكن كأداة للبرهنة. ويقوم هذا المنطق على قوانين ثلاثة وضعها أرسطو للتفكير الصحيح ، يرى أنها بديهية أى واضحة بذاتها وليست بحاجة إلى برهان, وأن صدقها ضرورى في كل زمان ومكان ، ومن ثم لا تخضع للتغيير أو التبديل أو التنقيح مهما تغيرت المعرفة الإنسانية ، لأنها تتفق مع بداهة العقل السليم وهذه القوانين هى:
    • قانون الهوية أو (الذاتية ):
    ينص هذا القانون على أن "الشىء هو نفسه " وهو يعبر عن أبسط الأحكام لأن أبسط الأحكام هو الحكم بأن الشىء هو نفسه مثل أن نقول (الإنسان هو الإنسان )و (المرأة هى المرأة ), ورمز هذا القانون ( أ هو أ ). ويرى أرسطو أن هذا القانون هو أساس التفكير المنطقى لأنه يشير إلى ضرورة التقيد بذاتية مدلول اللفظ الذى نستخدمه فلا نخلط بين الشىء وما عداه ، ولا نضيف للشىء ما ليس فيه ، وعلى ذلك فهو يؤكد وجود علاقة مساواة بين طرفين متطابقين ، مما من شأن أن يضبط التفكير ، ومخالفة هذا القانون يوقعنا في التناقض ، ويؤدى إلى فساد الاستدلال. كما يرى أرسطو أن هذا القانون يجب أن يعمل ليس في عملية الاستدلال أو البرهان فقط ،لكن في حياتنا اليومية فلكى نفهم بعضنا بعضاً يجب أن نتحدث بلغة واحدة لا يحتمل أى لفظ من ألفاظها أكثر من معنى .
    • قانون عدم التناقض :
    نقيض الشىء هو نفيه ،فنقيض الحكم بأن هذا الشىء " قلم " هوالشىء نفسه " ليس قلماً " ، والكلام المتناقض هو الذى ينفى بعضه بعضاً, وفى ذلك مخالفة لقانون الهوية لأن إذا كان الشىء هو نفسه بمقتضى قانون الهوية , فلا يجوز - حينئذ -أن نصف الشىء نفسه بصفة أو بنقيض هذه الصفة في الآن نفسه ، وإلا نكون قد وقعنا في تناقض واضح ، ورمز هذا القانون هو ( الشىء لايمكن أن يكون "أ" و "لاأ" في آن واحد .
    • قانون الوسط المرفوع أو الثالث الممتنع
    إذا كان "الشىء هو نفسه" طبقاً لقانون الهوية ، وإذا كان لايجوز منطقياً وطبقاً لقانون عدم التناقض أن نصف شيئاً واحداً بأنه هو نفسه وليس نفسه, لاستحالة ذلك منطقياً حيث لا وسط بين النقيضين ، ويترتب على ذلك قانون ثالث هو قانون الوسط المرفوع أو الثالث الممتنع أو المستبعد ، ورمز هذا القانون هو (إما أن يكون الشىء "أ" أو "لاأ" .
    الاستدلال القياسى الاستنباطى الأرسطى
    ينسب الاستدلال القياسى إلى أرسطو ، ويعرف بأنه (استنباط أو استنتاج نتيجة من مقدمتين إحداهما قاعدة عامة مسلم بها " موجبة أو سالبة ", والأخرى حالة خاصة موجبة تندرج أو تدخل تحت هذه القاعدة العامة ) فهو تطبيق لقاعدة عامة موجبة أو سالبة على مثال من أمثلتها ،ويقوم على قاعدة أساسية هى (أن ما نحكم به على الكل نحكم به أيضاً على الجزء الداخل تحت هذا الكل )
    مثلا أحمد داخل القسم أو أحمد خارجه و ليس هناك إحتمال ثالث

    احلام الاحمدي
    اقتصاد منزلي وتربية فنية
    شعبه(أ)

    ردحذف
  2. شكرا أحلام على تفاعلك ومعلوماتك القيمة

    ردحذف
  3. أفلاطون
    أفلاطون (باليونانية: Πλάτων پْلاَتُونْ) (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م) فيلسوف يوناني قديم, وأحد أعظم الفلاسفة الغربيين، حتى ان الفلسفة الغربية اعتبرت انها ماهي الا حواشي لأفلاطون. عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن. كانت كتاباته على شكل حوارات ورسائل وإبيغرامات(ابيغرام:قصيدة قصيرة محكمة منتهيه بحكمه وسخريه يعرف أرسطو الفلسفة بمصطلحات الجواهر ، فيعرفها قائلا أنها علم الجوهر الكلي لكل ما هو واقعي . في حين يحدد أفلاطون الفلسفة بأنها عالم الأفكار قاصدا بالفكرة الأساس اللاشرطي للظاهرة . بالرغم من هذا الإختلاف فإن كلا من المعلم و التلميذ يدرسان مواضيع الفلسفة من حيث علاقتها بالكلي ، فأرسطو يجد الكلي في الأشياء الواقعية الموجودة في حين يجد أفلاطون الكلي مستقلا بعيدا عن الأشياء المادية ، و علاقة الكلي بالظواهر و الأشياء المادية هي علاقة المثال ( المثل ) و التطبيق . الطريقة الفلسفية عند أرسطو كانت تعني الصعود من دراسة الظواهر الطبيعية وصولا إلى تحديد الكلي و تعريفه ، أما عند أفلاطون فكانت تبدأ من الأفكار و المثل لتنزل بعد ذلك إلى تمثلات الأفكار و تطبيقاتها على أرض الواقع.
    أفلاطون هو أرسطوقليس، الملقَّب بأفلاطون بسبب ضخامة جسمه، وأشهر فلاسفة اليونان على الإطلاق. ولد في أثينا في عائلة أرسطوقراطية. أطلق عليه بعض شارحيه لقب "أفلاطون ". يقال إنه في بداياته تتلمذ على السفسطائيين وعلى كراتيلِس ، تلميذ هراقليطس ، قبل أن يرتبط بمعلِّمه سقراط في العشرين من عمره. وقد تأثر أفلاطون كثيرًا فيما بعد بالحُكم الجائر الذي صدر بحقِّ سقراط وأدى إلى موته؛ الأمر الذي جعله يعي أن الدول محكومة بشكل سيئ، وأنه من أجل استتباب النظام والعدالة ينبغي أن تصبح الفلسفة أساسًا للسياسة ، سافر إلى جنوب إيطاليا ، التي كانت تُعتبَر آنذاك جزءًا من بلاد اليونان القديمة. وهناك التقى بـالفيثاغوريين. ثم انتقل من هناك إلى صقلية حيث قابل ديونيسوس ، ملك سيراكوسا المستبد، على أمل أن يجعل من هذه المدينة دولة تحكمها الفلسفة. لكنها كانت تجربة فاشلة، سرعان ما دفعته إلى العودة إلى أثينا ، حيث أسَّس، في حدائق أكاديموس ، مدرسته التي باتت تُعرَف بـأكاديمية أفلاطون. لكن هذا لم يمنعه من معاودة الكرة مرات أخرى لتأسيس مدينته في سيراكوسا في ظلِّ حكم مليكها الجديد ديونيسوس الشاب، ففشل أيضًا في محاولاته؛ الأمر الذي أقنعه بالاستقرار نهائيًّا في أثينا حيث أنهى حياته محاطًا بتلاميذه.
    فلسفته

    أفلاطون في مدرسة أثينا نشاهد خلالها إيمائات أفلاطون إلى السماء تمثيلا لنظرية الأشكال التي كان يؤمن بها اللوحة للفنان ليوناردو دا فينشي.
    أوجد أفلاطون ما عُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط ، الذي تمثَّله إلى حدِّ بات من الصعب جدًّا، من بعدُ، التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يخلِّف لنا أيَّ شيء مكتوب. هذا وقد ترك أفلاطون كتابةً ثمانية وعشرين حوارًا، تتألق فيها، بدءًا من الحوارات الأولى، أو "السقراطية"، وصولاً إلى الأخيرة، حيث شاخ ونضج، صورة سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًّا؛ كما تتضح من خلالها نظريته في المُثُل، ويتم فيها التطرق لمسائل عيانية هامة.
    تميِّز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض ، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة التي هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).
    هذا ويتألف عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية (كالدائرة، والمثلث) ومن أفكار "غير افتراضية" (كالحذر، والعدالة، والجمال، إلخ)، تلك التي تشكِّل فيما بينها نظامًا متناغمًا، لأنه معماري البنيان ومتسلسل بسبب وعن طريق مبدأ المثال السامي الموحَّد الذي هو "منبع الكائن وجوهر المُثُل الأخرى"، أي مثال الخير.
    لكن كيف يمكننا الاستغراق في عالم المُثُل والتوصل إلى المعرفة؟ في كتابه فيدروس، يشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم المحسوسات – بعد أن عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم. لكن هذه النفس، وعن طريق تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها الماضية: وهذه هي نظرية التذكُّر، التي يعبِّر عنها بشكل رئيسي في كتابه مينون ، من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذي "توصل" لأن يجد في نفس ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير في حياته.
    إن فنَّ الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا ، هو ما يسمح للنفس بأن تترفَّع عن عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار. لأنه عن طريق هذه الديالكتيكا المتصاعدة نحو الأصول، يتعرَّف الفكر إلى العلم انطلاقًا من الرأي الذي هو المعرفة العامية المتشكِّلة من الخيالات والاعتقادات وخلط الصحيح بالخطأ. هنا تصبح الرياضيات ، ذلك العلم الفيثاغوري المتعلق بالأعداد والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية. لأنه عندما نتعلَّم هذه الرياضيات "من أجل المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن طريقها "تفتيح النفس [...] للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرَّف عن طريقها إلى الأشياء الجلية.
    لذلك فإنه يجب على الإنسان - الذي ينتمي إلى عالمين – أن يتحرر من الجسم (المادة) ليعيش وفق متطلبات الروح ذات الطبيعة الخالدة، كما توحي بذلك نظرية التذكُّر وتحاول البرهنة عليه حجج فيدون. من أجل هذا يجب على الإنسان أن يعيش على أفضل وجه ممكن. فمعرفة الخير هي التي تمنعه من ارتكاب الشر. ولأنه "ليس أحد شريرًا بإرادته" فإن الفضيلة، التي تقود إلى السعادة الحقيقية، تتحقق، بشكل أساسي، عن طريق العدالة، التي هي التناغم النفسي الناجم عن خضوع الحساسية للقلب الخاضع لحكمة العقل. وبالتالي، فإن هدف الدولة يصبح، على الصعيد العام، حكم المدينة المبنية بحيث يتَّجه جميع مواطنيها نحو الفضيلة.
    هذا وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية، بدءًا من يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلى تلك النظريات الاشتراكية الحديثة الخاضعة لتأثيره، إلى هذا الحدِّ أو ذاك. وبشكل عام فإن فكر أفلاطون قد أثَّر في العمق على مجمل الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت (المسلم أو اليهودى أو المسيحى ) أو في مجال الفلسفة العلمانية التي يشكِّل هذا الفكر نموذجها الأول.
    مؤلَّفاته
    المأدبة أو "في الحب": يبيِّن هذا الحوار ، الذي جرى تأليفه في العام 384 ق م، كيف أن ولوج الحقيقة يمكن أن يتم بطرق أخرى غير العقل، وليس فقط عن طريقه: لأن هناك أيضًا وظيفة للـقلب، تسمح بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي إلى مفهوم الجمال الكامل للمثال الجلي.
    والقصة هي قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول عمل مسرحي له. وفي هذه المأدبة طُلِبَ من كلِّ المدعوين، ومن بينهم سقراط ، أن يلقوا كلمة تمجِّد إله الحب – وخاصة أريستوفانيس الذي طوَّر أسطورة الخنثى البدئية. ويقوم سقراط ، انطلاقًا من تقريظ الجمال، بمحاولة لتحديد طبيعة الحب، متجنبًا الوقوع في شرك الجدال ، متمسِّكًا فقط بالحقيقة. فيستعيد كلمات ديوتيما، كاهنة مانتيني، للتأكيد على أن الحب هو عبارة عن "شيطان" وسيط بين البشر وبين الآلهة؛ لأنه في آنٍ معًا كابن للفقر (أو الحاجة) – بسبب كونه رغبة لما ينقصه – وابن للثروة – بسبب كونه "شجاعًا، مصممًا، مضطرمًا، و... واسع الحيلة" – فإنه (أبا الحب) يحاول دائمًا امتلاك الخير والهناءة بمختلف الطرق، بدءًا من الفعل الجنسي الجسدي وصولاً إلى النشاط الروحي الأسمى. فـالديالكتيكا المترقِّية ترفعنا من حبِّ الجسد إلى حبِّ النفوس الجميلة، لتصل بنا أخيرًا إلى حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنى ما سمِّيَ فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي هو الحب الحقيقي، كما يوصلنا إليه منطق المأدبة. إن أهمية هذا الحوار – الذي هو أحد أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال تاريخ الفلسفة كلِّه: حيث نجد صداه، مثلاً، في العقيدة المسيحية للقديس أوغسطينوس ، الذي كان يعتقد بأن "كلَّ فعل محبة هو، في النهاية، حب للإله".
    فيدون أو "في الروح": يدور هذا الحوار في الحجرة التي كان سقراط ينتظر الموت فيها. لأن الحضور، وانطلاقًا مما كان يدَّعيه بأن الفيلسوف الحقيقي لا يخشى الموت، يدعو المعلِّم لكي يبرهن على خلود النفس. وهنا، يجري بسط أربع حجج أساسية:
    الحجة الأولى، التي تستند إلى وجود المفارقات، تقول إنه، انطلاقًا من الصيرورة المستمرة للأشياء، ليس في وسعنا فهم شيء ما (النوم مثلاً) دون الاستناد إلى نقيضه (اليقظة ليس حصرًا). ولأن الموت يبيِّن الانتقال من الحياة الدنيا إلى الآخرة، فإنه من المنطقي الاعتقاد بأن "الولادة من جديد" تعني الانتقال منه إلى الحياة. وبالتالي، إذا كانت النفس تولد من جديد، فإن هذا يعني أن التقمص حقيقة واقعة.
    أما الحجة الثانية، فهي تستند إلى تلك الأفكار التي ندعوها بـالذكريات. لأن ما نواجهه في العالم الحسِّي إنما هو أشياء جميلة، لكنها ليست هي الجمال. لذلك ترانا نحاول تلمس هذا الأخير من خلال تلك الأشياء، التي، باستحضارها، تعيدنا حتمًا إلى لحظات من الحياة فوق الأرضية كانت روحنا فيها على تماس مباشر مع الطهارة.
    وتقول الحجة الثالثة إنه يمكن شَمْلُ كلِّ ما في الوجود ضمن مقولتين اثنتين: المقولة الأولى تضم كلَّ ما هو مركَّب (وبالتالي ممكن التفكك) أي المادة؛ والمقولة الأخرى التي تشمل ما هو بسيط (أي لا يمكن تفكيكه)، كجزء مما هو مدرَك، أي الروح.
    وعندما يلاحظ كيبيوس بأن سقراط ، الذي برهن على إمكانية انتقال الروح من جسم إلى آخر، لم يبرهن على خلود هذه الأخيرة في حدِّ ذاتها، يجيبه سقراط من خلال عرض مسهب، يتطرق فيه إلى نظرية المُثُل، حيث يبيِّن في نهايته أن الروح لا تتوافق مع الموت لأنها من تلك العناصر التي ليس بوسعها تغيير طبيعتها.
    وينتهي الحوار بعرض طويل لمفهومي العالم العلوي والمصير الذي يمكن أن تواجهه النفس: حيث ترتفع النفوس الأكمل نحو عالم علوي، بينما ترسب النفوس المذنبة في الأعماق السفلى. وتكون كلمات سقراط الأخيرة هي التي مفادها بأنه مدين في علمه لأسكليبيوس (إله الطب والشفاء) – من أجل تذكيرنا رمزيًّا بأنه يجب علينا شكر الإله الذي حرَّره من مرض الموت.
    الجمهورية أو "في العدالة": يشكل هذا الحوار، المجموع في عشر كتيبات تمت خلال عدة سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، العمل الرئيسي لأفلاطون المتعلِّق بـالفلسفة السياسية.
    يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة استنادًا إلى ما قاله عنها سيمونيدِس، أي "قول الحقيقة وإعطاء كلِّ شخص حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه يجعلنا نلحق الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك أيضًا يستبعد تعريف السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع الأقوى.
    ونصل مع أفلاطون إلى التمعُّن في مفهوم الدولة العادلة – تلك التي تعني "الإنسان مكبَّرًا" – القائمة على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتي لا يكون التزاوج معهن انطلاقًا من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل – تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم التقشف الصحي، أي المعادي للبذخ؛ تلك الدولة القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث التي هي: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود، وطبقة الصنَّاع – والتي هي على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس الفردية. ونلاحظ هنا، من خلال العرض، أن الطبقة الدنيا (أو طبقة الصنَّاع) لا تخضع لمتطلَّبات الملكية الجماعية لأنها لن تفهمها انطلاقًا من مستوى إدراكها.
    ويفترض سقراط أنه على رأس هذه الدولة يجب وضع أفضل البشر. من هنا تأتي ضرورة تأهيلهم الطويل للوصول إلى الفهم الفلسفي للخير الذي يعكس نور الحقيقة وينير النفس، كما تنير الشمس أشياء عالمنا (استعارة الكهف).
    ذلك لأن الظلم يشوِّه، بشكل أو بآخر، كافة الأشكال الأخرى من الدول، التي يعدِّدها أفلاطون كما يلي: الدولة التيموقراطية (التي يسود فيها الظلم والعنف)، الدولة الأوليغارخية (حيث الطمع الدائم واشتهاء الثروات المادية)، الدولة الديموقراطية (حيث تنفلت الغرائز وتسود ديكتاتورية العوام)، وأخيرًا، دولة الاستبداد، حيث يكون الطاغية بنفسه عبدًا لغرائزه، وبالتالي غير عادل.
    وأخيرًا فإن هذا المفهوم نسبي لأن العدالة لن تتحقق بالكامل، كما تصف ذلك أسطورة إرْ، إلا في حياة مستقبلية أخرى: حيث النفوس، وقد حازت على ما تستحقه من ثواب أو عقاب، تعود لتتجسد من جديد، ناسية ذكرى حياتها الماضية.
    *ترجمت بعض محاورات أفلاطون إلى العربية. فعن الإنجليزية نقل فؤاد زكريا محاورة الجمهورية(أو السياسة). و عن اليونانية القديمة، نقل عزت قرني، مع مقدمات و هوامش و ملاحظات تحليلية، عدة محاورات هي: فيدون، مينون، بروتاغوراس، أقريطون، أوطيفرون، الدفاع، السفسطائي، و ثياتيتوس
    ++++++++++++++++++++++
    احلام الاحمدي
    اقتصاد منزلي وتربية فنية
    شعبه(أ)

    ردحذف
  4. غيـــــــــــــــــداء الصيدلاني3 أبريل 2009 في 3:41 م

    الفكر الإسلامي في الصين : في حديث مع المفكر الصيني الكبير أبو يوسف ما تونغ


    يصعب الحديث عن الإسلام في الصين, لأسباب تاريخية وجغرافية وسياسية مختلفة, دون التطرق لطبيعة التركيبة الفسيفسائية المعقدة للدولة الوطنية الصينية, حيث تضم الصين خمساً وخمسين قومية معترفا بها رسميا, بينها عشر قوميات مسلمة . المفكر المسلم الذي نسعى لتقديمه إلى القارئ العربي هنا, ينتمي الى قومية (الخوي) , أهم القوميات المسلمة العشر في الصين, والتي تضم في الواقع كافة الصينيين المسلمين. هذا التعبير الاخير (صيني مسلم) , ثم تبنيه في مجال الدراسات حول الإسلام في الصين من قبل الخبراء, للتفريق بين (الخوي) وغيرهم من مسلمي الصين, كالقازاق أو الويغور, او الطاجيك أو المنغول, والذين وان تم ضم أراضيهم الى الدولة الوطنية الصينية, الا انه لم يتم دمجهم في المناخ الثقافي الصيني, فظلوا يتحدثون لغاتهم الأصلية : التركية أو الفارسية أو المنغولية...ويعيشون على أراضيهم الأم، بل ينحو أغلبهم للإنفصال عن الصين كما يحدث مع نضال الويغور. أما (الخوي) , وهم الصينيون الذين اعتنقوا وعاشوا الإسلام منذ بدايات الدعوة المحمدية, فأنهم يعيشون في كافة ارجاء الصين, ويتحدثون كغيرهم من الصينيين, اللغة الصينية. من هنا, فإن التقديم للمفكر الصيني المسلم, أبو يوسف ماتونغ, كان لابد ان يأتي في هذا الاطار. فإن فكره الإسلامي, هو بالاساس فكراً صينيا, بالمعنى الحضاري واللغوي للكلمة, فهو يتعامل مع النصوص الصينية, ويتعرض للظواهر الإسلامية المختلفة في حدود معرفته بهذه اللغة, وفي إطارها. وحيث سنجد أنفسنا بمواجهة مفردات وتعابير خاصة, لا يمكن فهمها او التعامل معها إلا في إطار هذه اللغة, وهذه التركيبة الثقافية الإسلامية الصينية كما سنرى. ولد المفكر الصيني المسلم أبو يوسف ما تونغ عام 1929 في قانصو (غرب الصين) المقاطعة المتاخمة لمناطق التبت, والتي تتمتع بالحكم الذاتي للمسلمين فيها, لقد ولد بالتحديد في مدينة (ما جاهاكن) والتي تعني باللغة الصينية (قرية نهر عائلة ما). التعبير الاخير (ما) زائدة تضاف في اللغة الصينية للأسماء التي ينتمي حاملوها للدين الإسلامي وتفيد النسبة إلي (المحمدية) .

    وقد تخرج ما تونغ عام 1947 في كلية الحقوق بالجامعة الوطنية لمنطقة الشمال الغربي, ليأخذ طريقه بعد ذلك في مجال البحث عن التراث الإسلامي في الصين, وتاريخ الحركات الإسلامية المختلفة. حيث توالت مؤلفاته منذ عام 1981 وحتى الآن حول : تاريخ الفرق الإسلامية في الصين, ونظام (المنهان) , أصول الطرق الصوفية في الصين, الملامح الخاصة للإسلام في مناطق شمال غرب الصين... وغير ذلك من المؤلفات والأبحاث التي تعد اليوم أهم المراجع حول الإسلام في الصين, والتي نصبت مؤلفها كأهم مفكري الصين المعاصرين حول تاريخ الإسلام والطرق الصوفية في الصين.

    من اين جاء اهتمامكم بموضوع البحث حول تاريخ الإسلام في الصين؟-

    *أبو يوسف ما تونغ :

    ان الحديث عن الإسلام في الصين هو في حقيقة الأمر الحديث عن (الخوي) , هكذا فإن أية محاولة للبحث عن تاريخ الخوي, عن تاريخنا, لن تكون ممكنة بدون البحث عن تاريخ الإسلام في الصين بالذات, فان قدوم الإسلام للصين, وبالتالي دخول أجدادنا الأوائل, قد تم على مراحل تاريخية معقدة, وطويلة المدى, لقد أردت من طرفي تدوين هذا التاريخ, وتركه للأجيال التي ستأتي بعدنا, والتي ستجد نفسها أمام نفس التساؤل. هكذا ابدأ اهتمامي بهذا المشروع منذ تخرجي من كلية الحقوق وفي حقيقة الأمر, لقد استفدت من إمكانيات البحث العلمي المتاحة بالجامعة للإطلاع على كل الوثائق التي كانت تتحدث عن الإسلام في الصين, وزرت كل الزوايا الصوفية للبحث عن الوثائق التي تتطرق لهذا التاريخ, أو طبيعة الممارسات الإسلامية أو الصوفية, قابلت أغلب زعماء الإسلام, وشيوخ الطرق الصوفية وسجلت عنهم ما أعطوه لي من معلومات, ونقلت عنهم كل ما كان مكتوباً حول هذه الطرق أو تاريخها, لقد بدأت منذ ذلك التاريخ مهمة بحثية أساسية, وهي مقارنة كل ما تحصلت عليه من معلومات مسجلة, بما كان الناس من المسلمين ينقلونه لي شفوياً, هكذا أعطيت لنفسي الوقت الكافي للتفكير حول ما جمعت من معلومات قبل أن ابدأ بنشر ذلك.

    هل عرقلت سنوات الثورة الثقافية التي شهدتها الصين مشروعكم هذا؟- خاصة وأنها عرفت بالسنوات السوداء التي حلت بمسلمي الصين؟

    *أبو يوسف ما تونغ :

    سنوات الثورة الثقافية (1966 ــ 1975), كانت سنوات عجافا لكافة مسلمي الصين كما هو معروف, ورغم أن السلطات الشيوعية لم تنزل على بسياط الاضطهاد (كمسلم) كما كان مصير بعض زعماء المسلمين, إلا انهم نكلوا بي كمثقف, وتم إرسالي ــ مثل الآخرين ــ إلى مزارع الإنتاج اليدوي.. إلا أنني نجحت في إخفاء كل الوثائق التي جمعتها حتى ذلك الحين, وهذا هو المهم, فان الانقطاع عن البحث خلال تلك الفترة لم يضر كثيراً طبيعة المشروع نفسه, على العكس زاد ذلك من حماسي للمضي قدماً في إنجاز مشروعي منذ أن فتح الله علينا بنهاية هذه الفترة المذكورة.

    تنظيم (المنهان)

    في كتابكم عن تاريخ الطرق الصوفية في الصين, تشيرون الى ان نظام -(المنهان) لايوجد إلا في الصين, هل في هذا إشارة من طرفكم إلى أن الطرق الصوفية, أو نظام الزوايا الصوفية في الصين, يختلف عن غيرها من الطرق والزوايا التي توجد في بقية البلدان الإسلامية؟

    *أبو يوسف ما تونغ :

    لقد أشرت بالفعل في كتاباتي إلى إن (المنهان) , (تنظيم) أو نظام للطرق الصوفية, لا يوجد إلا بالصين, ولكن هذا لا يعبر إلا عن تيار تطبيقي, أو نهج في تنظيم الجماعة الصوفية لا يوجد إلا بالصين, ولا يعني هذا أن ما يوجد من طرق صوفية بالصين, هي طرق صينية خاصة, على العكس, كل الطرق الصوفية الموجودة بالصين تجد جذورها ومنابعها خارج الصين, كالجهرية أو الخفوية مما تجد جذورهما في النقشبندية, بآسيا الوسطى. الحفوية هكذا تنطق باللغة الصينية، وهي من (الخفوت) في اللغة العربية وتعني الذكر بصوت خافت والجهرية, كلاهما في واقع الأمر فرع من النقشبندية, وهو تفرع يميز الطرق الصوفية في الصين. أما تعبير (منهان) نفسه, فهو كلمة صينية صرفة ولا يوجد ما يقابلها باللغة العربية, وهي تعني (جماعة الرواد أو التابعين) , والذين ينخرطون في طريقة صوفية ما, على نحو ما, وتستخدم كلمة (منهان) في اللغة الصينية للإشارة الى رجال التصوف.

    في تصنيفكم للتيارات الإسلامية المختلفة في الصين, لاحظنا أنكم -تجعلون من "قديمو"؛ هكذا تنطق بالصينية, وتعني قديم بالعربية، المفهوم الذي يشير إلى الجماعة التقليدية، والتي الذي تجتهد في تطبيق الإسلام السني الحنفي, وترتبط مباشرة بالجامع ، ضمن "الجياوباي"، وتعني باللغة الصينية الطرق الصوفية ، ولكن كيف يمكن أن نصنف السلفيين من (القديمو) ضمن الطرق الصوفية؟ ثم متى ظهر بالتحديد هذا اللفظ (قديمو) في الصين؟

    *أبو يوسف ما تونغ :

    يجب أن أشير أولا إلى أن كافة مسلمي الصين، أو ما يشكل 99% منهم, هم من السنة الأحناف، (باستثناء طائفة صغيرة من الطاجيك, في المناطق المتاخمة لطاجيكستان هم من الشيعة الاثني عشر) . بعض هؤلاء انخرطوا في طوائف, وطرق, وتنظيمات محلية ودينية والغالبية ليسوا كذلك, وهؤلاء هم (القديمو) , غير أن التغيرات الاجتماعية والسياسية, وربما الاقتصادية المختلفة التي ما فتئت تهز الوجود الإسلامي في الصين, جعلت رجال المساجد وتابعيهم, يسعون كذلك إلى العمل على تنظيم أنفسهم في شبه جماعة منظمة، وبالنظر إلى هذه التيار إن صح التعبير, وما يمثله من مكانة وقوة خاصة, وفاعلية لا متناهية داخل التركيبة الاجتماعية للإسلام في الصين, كان لابد أن يتناولها الباحث على هذا الأساس، إي تصفيتها كطريقة, أو تيار منظم. لذلك ذهبت بالفعل في كتابي عن نظام (المنهان) الذي صدر عام ،1983 والذي سعى لدراسة الأوضاع الحالية للإسلام في الصين؛ إلى تقسيم واقع الإسلام الصيني إلى ثلاثة جياوباي كبار : هم قديمو، والأخوان مفهوم الاخوان في الصين لا يدل إلا على اتباع الحركة الوهابية بما عرفته من نشاط معارض للحركات الصوفية، والسي داو تونج. هذا التيار الأخير ظهر في الصين كمبحث عن إمكانية التعايش المشترك بين أفراد الجماعة الإسلامية, حيث استحدث هذا التيار نظام التكافل الاجتماعي والحياة المشتركة بما يؤسس لنظام اجتماعي يجمع شمل أكثر من جماعة إسلامية في مكان وزمان بذاته، فيما يشبه تلاحم عائلة واحدة كبيرة. والى أربعة (منهان) كبار : هم "الخوفية"، و "الجهرية"، و "القادرية"، و"الكبراوية" .

    اما لفظ قديمو نفسه فإن الإسلام الصيني لم يعرفه إلا مع ظهور الحركات الصوفية؛ إي مع دخول النقشبندية الى تركستان الشرقية عام 1760 على يد النقشبند، هناك بدأ استخدام لفظ قديمو في قانصو للتفريق بين هذا الاتجاه الصوفي في الممارسات الدينية والاتجاه الأصولي القديم.

    طريق الغرب

    ما هي (الجياوباي) الاكثر فاعلية, والأكثر انتشارا في الصين في -رأيكم؟

    *أبو يوسف ما تونغ :

    بالقياس إلى عدد الاتباع, يكون (القديمو) هو النظام الأكثر انتشارا وفاعلية في الصين, يأتي بعده مباشرة (الخوفية) بتفرعاتها الأثني والعشرين (22) (منهان)، ثم الجهرية والتي تتفرع الى أربعة (منهان) ثم يأتي بعد ذلك الأخوان.

    هل من الممكن ان تعطينا فكرة تقريبية عن عدد المسلمين من -(الخوى) , المنخرطين بالطرق الصوفية؟

    *أبو يوسف ما تونغ :

    بحسب الإحصاء الرسمي الذي صدر عام 1950 يكون معدل توزيع الخوى على الطرق الصوفية المختلفة هو الآتي : 355 ألفا منهم تضمهم الطريقة الجهرية بتفرعاتها الاربعة. 92 ألفا تضمهم الطريقة الخفوية بتفرعاتها الأثنى والعشرين. و92 ألفا تضمهم الطريقة القادرية. وهي متفرعة كذلك إلى ستة منهان، لها تسمياتها المحلية كذلك, ثم عشرة (10) آلاف من الخوى تضمهم الطريقة الكبراوية, وهم اتباع شهيد الصوفية أبو الجنب احمد نجم الدين كبرى, الذي اخذ الطريقة الجهرية على يد أستاذه الوزان المصري, ثم واصل طريقه مع شيخه في تبريز بابا فرج التبريزي, قبل ان يتحول في خوارزم حيث ولد وحيث مات, إلى زعيم الطائفة الصوفية التي حملت اسمه, حتى ان المغول أثناء زحفهم على خوارزم, توقفوا باحترام خاص أمام هذا الزعيم الروحي, وسمحوا له بمغادرة خوارزم مع مريديه قبل أن يباشروا فتكهم بالأهالي, بيد ان الشيخ كبرى قد فضل طريق الجهاد, وخرج على المغول بسيفه حتى سقط شهيدا مع كل مريديه, وربما, وأمام هذا الإجلال الخاص لهذا الصوفي الشهيد, لم تعرف الطريقة الكبراوية في الصين, ولا في غيرها من مناطق آسيا الوسطى أي انقسام.

    لقد أشرتم في كتاباتكم إلى اختفاء نظام "السي داو تونج" من- الصين؛ المعنى الحرفي للكلمة الصينية هو "صالة طريق الغرب"، ومفهوم الطريق الذي عرفته اللغة الصينية من خلال الديانة الطاوية هو الطريق الصوفي نحو الاعتقاد، وربما تقصد هذه الجماعة من اختيارها لهذا المفهوم توظيفه للدلالة إلى الطريق نحو الكعبة التي تقع بالنسبة للصينيين في ناحية الغرب. ولكن ما يصل إلى أسماعنا حتى الآن, إن هناك عددا لا بأس به من (الخوي)، منخرطون في نظام طريق الغرب. ما رأيكم؟ وإذا كان ذلك حقيقيا، فهل تتبع هذه الجماعات نفس الحياة الجماعية التي قامت على أساسها هذه الطريقة في البداية؟

    *أبو يوسف ما تونغ :

    لقد ظهرت هذه الطريقة إلى الوجود في الصين مع بدايات هذا القرن في حقيقة الآمر، وهذا يعني أن تاريخها الزمني قصير نسبيا، بالمقارنة مع غيرها من (الجياوباي) التي عرفتها الصين، ولقد جمعت حولها حوالي خمسة عشر ألف مريد، يعيشون بالفعل حياة جماعية، تثمل أسرة كبيرة متجانسة،ومتكاملة فيما يفترض. وهم يمارسون في نفس الوقت الشرائع وأسباب العيش في نفس الإطار الديني، إلا انهم مع بدايات عام 1958 انخرطوا في الحياة الوطنية الشيوعية ـ بحسب الضرورات السياسية دون شك ـ وانحل بذلك عقدهم الديني، بمعنى أن تجمعهم (التنظيمي) المشار إليه لم يعد، بعد هذه الفترة، بنفس الخصوصية الدينية التي قام على أساسها في البداية. اليوم، هناك بالفعل ما يربو عن عشرين ألف من الخوي ممن عادوا إلى بعث هذا النظام، وهم يعيشون الساعة في نفس الإطار الصوفي الديني، داخل تجمع عائلي وتكافلي ضخم، يصعب الحديث عنه باختصار هنا.

    وددنا ان نسألكم عن الحركة (السلفية) التي عرفتها الصين، هل -تعدونها من طرفكم من بين (الجياوباي) وهل هي منتشرة في الصين؟

    *أبو يوسف ما تونغ :

    أن تيار (السلفية) في الصين, هو تفرع حديث عن حركة (الأخوان) الوهابية, وهم من السنة الحنبلية, وقد ادخلها إلى الصين بعض من (الاخونج) (لفظ فارسي يستخدم في اللغة الصينية للدلالة على الأمام), الذين عادوا من أداء فريضة الحج وتأثروا بالدعوة الوهابية هناك, وقد كان ذلك مع بداية عام ,1949 ألا انهم لم يفلحوا كثيرا وظل عددهم لا يتجاوز بضعة آلاف. لا يمكن استخدام مصطلح (السلفية) كمدلول في إطار الإسلام الصيني إلا بحذر شديد, فهو يطلق فقط على طائفة من الأخوان أو الوهابيين, الذين اتخذوا المذهب الحنبلي في الفقه وعددهم - كما أشار البروفيسور ماتونج - لا يتجاوز بضعة آلاف.

    هل يمكن أن نعرف طموحكم, كمسلم صيني, وكباحث متخصص في تاريخ -الإسلام في الصين, من خلال عملكم هذا؟

    *أبو يوسف ما تونغ :

    وددت ان أؤرخ للإسلام في الصين, حتى أقدمه لكل الأجيال, حالما أن يساهم ذلك في جمع كلمة مسلمي هذه الأرض, فان أملى الوحيد أن تختفي الخلافات بينهم, أن تنتهي الأحقاد, وان يعودوا إلى كلمة سواء تحت لواء هذا الدين الحنيف, فجميعنا مسلمون, وجميعنا صينيون, فلماذا الخلاف؟ !

    ردحذف
  5. أرسطو (384 ق.م - 322 ق.م) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون و معلم الإسكندر الأكبر.
    كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، و الشعر،
    و المنطق، و عبادة الحيوان، و الأحياء، و أشكال الحكم.

    ومن أقواله::::
    ينبغي في العمل إتباع العقل الحكيم.
    إن المرء هو أصل كل ما يفعل..
    من لم يكن حكيما لم يزل سقيما.
    الأفعال الفاضلة تسر من يحب الفضيلة .
    الحكمة رأس العلوم والادب تلقيح الافهام ونتائج الاذهان.
    الذين هم في ثورة الغضب يفقدون كل سلطان على أنفسهم.
    شر الناس هو ذلك الذي بفسوقه يضر نفسه والناس.
    من لم ينفعه العلم لم يأمن من ضرر الجهل.
    إن المريض لن يستطيع أن يلبس ثوب العافية في الحال بمجرد رغبته.
    للحكم على شيء خاص لا بد أن يكون الإنسان على علم خاص بذلك الشيء .

    أختكم: مريم الذبياني
    شعبة ج
    قسم عربي

    ردحذف
  6. استاذتي شكرآ على مساندتك لناوجزاك الله خيرآ
    على مجهودك الراااائع
    فأنت جدآ رائعة
    ولاتنسوني بالدعاء
    بالشفاء العاجل لأني صلحت عملية بيدي

    أختك : مريم الذبياني
    شعبة ج
    قسم عربي

    ردحذف
  7. أخواتي الحبيبات نتمنى ان تستفيدوا معنا من كلمات حكمائنا العظام و اليكم اقول الحكيم سقراط

    *لاکتساب المعرفة علي المرء أن يدرس،ولاکتساب الحکمة عليه أن يلاحظ.
    مشاكلي مع نفسي تتعدى بمراحل مشاكلي مع اي مخلوق آخر.
    بالفكرة يستطيع الانسان ان يجعل عالمه من الورود
    او من الشوك.
    كل ازهار الغد متواجدة في بذور اليوم وكل نتائج الغد متواجدة في افكار اليوم.
    نحن لا نرى الاشياء كما هي نراها كما نحن نريد.
    *العقل الواعى هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها
    اقصى درجات السعادة هو ان نجد من يحبنا فعلا يحبنا على ما نحن
    عليه او بمعنى ادق يحبنا برغم ما نحن عليه
    *اعتقد أن الهدف من وراء کل علم وکل تساؤل، وکذلك کل نشاط وموضبه،هو قصد الخير


    أختكم::: مريم الذبياني
    شعبة ج
    قسم عربي

    ردحذف
  8. أمير المؤمنين عمر بن الخطاب  :
    هو عملاق الإسلام ، وثاني الخُلفاء الراشدين ، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بن نُفيل القُرشي العدوي ، كنَّاه النبي  أبا حفص ، ولقَّبه بالفاروق . ولد قبل حرب الفِجار بأربع سنين ، وأسلم وهو ابن ستٍ وعشرين سنة ؛ فكان إسلامه كسباً كبيراً للمسلمين ، ودعماً لدعوة الحق ، وإعزازاً للدين لما عُرف عنه من قوة الشكيمة ، وشدة البأس ، وعز الجانب . تربّى في مدرسة النبوة ، واتخذ من رسول الله  مثلاً أعلى وقدوةً ، فكان قوياً في الله ، عادلاً ، تربوياً من طرازٍ رفيع . شهد مع الرسول  المشاهد كلها ، ووردت في فضله أحاديث كثيرة ، وله أولياتٌ كثيرةٌ في الإسلام ؛ تميز  بشخصيته الفذة و عبقريته التي جعلت منه عملاق الإسلام وعبقريه الفذ الذي قل أن يجود الزمان بمثله رضي الله عنه وأرضاه .
    تولى خلافة المسلمين بعد أبي بكرٍ الصديق  في السنة الثالثة عشرة للهجرة ، كان  غزير العلم ، واسع المعرفة ، حصيف الرأي ، بعيد النظر ، دقيق الفهم ، صادق الفراسة . كان همه الأكبر بناء الإنسان المسلم على مباديء الإسلام ، والسهر على رعاية نمو هذه المباديء في النفوس . توفي  سنة ثلاثٍ وعشرين للهجرة .
    == من الاهتمامات التربوية لعمر بن الخطاب  :
    ( 1 ) كان  شديد الاهتمام بتوحيد فكر الأُمة المسلمة عن طريق عنايته بالقرآن الكريم ، وحرصه على توحيد الناس حول القرآن وحده ، دون أن يختلط به شيء من كُتب الناس . وفي ذلك ما فيه من أسباب توحيد فكر الأُمة حول دستورها الخالد ، وتربيتهم على مبادئه .
    ( 2 ) حرصه  على الوحدة السياسية للأُمة المسلمة ؛ وليس أدل على ذلك من موقفه في اجتماع السقيفة حينما ردَّ كل الخلافات حتى أجمع الناس على أبي بكرٍ الصديق  ، وأخذ له البيعة العامة فاستطاع بذلك جمع كلمة المسلمين وتوحيدها .
    ( 3 ) عمله على توحيد وتنظيم الأمور السياسية لما تولى الخلافة تنظيماً جيداً اتضح في عنايته واهتمامه المبكر t بالنظام الإداري في تاريخ الإسلام ؛ حتى إن من الباحثين من يرى أنه t بما تميز به من نجاحٍ إداري وقيادي ، يُعد أبرز القادة المسلمين الذين ساهموا في تطور الفكر الإسلامي في القيادة الإدارية من خلال تبنيه أسلوب القيادة الحازمة في حياته وأثناء خلافته .
    ( 4 ) اهتمامه الشديد بالجانب الإنساني للرعية وهو ما يتمثل في رحمته بالناس ، واحترامه لحياة الناس وأعراضهم وأماناتهم ، والعمل على إشباع حاجاتهم ، واحترام إنسانيتهم ، وتفقد أحوالهم ، وتحقيق مطالبهم ، والمساواة بينهم .
    ( 5 ) اهتمامه بنشر العلم وتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم ، ودعوته لتعلم العلم الصالح النافع ، والتحلي بآدابه وفضائله . وحرصه  على بعض موضوعات العلم الرئيسة كالقرآن الكريم ، وعلوم الدين ، وعلوم اللغة العربية ، وعلم الأنساب ، والفرائض ، وغيرها من العلوم النافعة للناس في شؤون دينهم ودنياهم .
    ( 6 ) اهتمامه  بتوفير المُعلمين الأكفاء الذين كان يبعثهم للقيام بمهمة تعليم الناس في البلدان والأمصار التي دخل أهلها في الإسلام حديثاً ، وعنايته بمحاسبتهم وسؤال الناس عنهم وعن سيرتهم بشكلٍ دوري .
    ( 7 ) اهتم  برضاعة الأطفال وتوفير حاجاتهم الأساسية ، وحرص على العناية برعاية الأطفال اليتامى في المجتمع .
    ( 8 ) اهتمامه بالتربية البدنية للإنسان المسلم ، ولاسيما للشباب الذين كان يرى أنهم أكثر احتياجاً للإعداد البدني الذي يؤهلهم للقيام بفريضة الجهاد في سبيل الله .

    المصدر
    http://www.tarbyatona.net/
    http://www.tarbyatona.net/articles.php?action=listarticles&id=2

    ردحذف
  9. *فرانسيس بيكون*
    يعتبر فرانسيس بيكون Francis Bacon 22 يناير 1561 - 9 أبريل 1626) فيلسوف ورجل دولة وكاتب إنجليزي ، معروف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على " الملاحظة والتجريب " . من الرواد الذين إنتبهوا إلى غياب جدوى المنطق الأرسطي الذي يعتمد على القياس.
    عمله '

    *المنهج التجريبي لدى فرانسيس بيكون: ( لو بدأ الإنسان من المؤكدات انتهى إلى الشك، ولكنه لو اكتفى بالبدء في الشك، لانتهى إلى المؤكدات) فرانسيس بيكون

    شهد القرن السابع عشر تغييرات هامة في طريقة تفكير الكثيرين جعلته بمثابة ثورة إلا أنها لم تكن بالغة الأثر وذلك راجع إلى الضغوط القوية المستحدثة التي أثرت على بناء الفكر وتلاحمه، وقد جاءت الضغوط من عدة اتجاهات أهمها الأفكار العلمية التي فجرها جاليليو ونيوتن، عصر النهضة بإعادة إحياء معرفة الشكاك القدامى، عصر الإصلاح الديني الذي تحدى السلطات التقليدية وكذلك الحروب الدينية والثورة الصناعية والتوسع وراء البحار مما كشف الأوروبيين على حضارات أجنبية جديدة.

    هذه العوامل أثرت في طريقة التفكير ولم يكن أمام الفلسفة خيار سوى الاستجابة واستيعاب أكثر قدر من الأفكار والمعلومات والحقائق الجديدة. ولهذا الغرض ابتدأت بالشك، لأن التفكير العلمي الفعال يبدأ من الشك لا من الإيمان. ويعتبر بيكون من أوائل الذين دعوا إلى تحرير الفكر والاصطباغ بالروح العلمية في العصور الحديثة في كل أوروبا. يقول بيكون: إن إفساح المجال أمام الشك له فائدتان، الأولى تكون كالدرع الواقي للفلسفة من الأخطاء والثانية تكون كحافز للاستزادة من المعرفة. ولد فرانسيس بيكون في مدينة لندن في الثاني والعشرين من شهر يناير من عام 1561، التحق بجامعة كامبريدج ومن ثم رحل إلى فرنسا واشتغل مدة في السفارة الإنجليزية بباريس ثم ما لبث أن عاد إلى وطنه وشغل مستشارا للملكة إليزابيث.

    *فلسفة بيكون
    يعتبر بيكون هو حلقة الاتصال بين القديم والحديث، وذلك لأنه يرى أن الفلسفة قد ركدت ريحها، واعتراها الخمود في حين أن الفنون الآلية كانت تنمو وتتكامل وتزداد قوة ونشاطا على مر الزمن.أدرك بيكون أن انحطاط الفلسفة يرجع إلى عدة عوامل: خلفت النهضة روحا أدبية جعلت الناس يهتمون بالأساليب والكلمات ويهملون المعاني. اختلاط الدين بالفلسفة، واعتماد الناس في أحكامهم على الأدلة النقلية وأخذهم بأقوال السالفين دو نظر في صحتها من عدمه. لرجال الفلسفة أثر في انحطاط الفلسفة، إذ خرجوا بها عن موضوعها واعتمدوا فيها على الثرثرة الكاذبة. تعصب الناس وتمسكهم بالعادات القديمة والعقائد الموروثة. عدم التثبت في دراسة الأمثلة والطفرة في الوصول إلى نتائج.

    وقد أدرك بيكون بأن العيب الأساسي في طريقة التفكير لدى فلاسفة اليونان والعصور الوسطى إذ ساد الاعتقاد بأن العقل النظري وحده كفيل بالوصول إلى العلم، ورأى أن الداء كله يكمن في طرق الاستنتاج القديم التي لا يمكن أن تؤدي إلى حقائق جديدة، فالنتيجة متضمنة في المقدمات. فثار ضد تراث أفلاطون وأرسطو بأسره وظهر له بأن الفلسفة المدرسية شيء مليء بالثرثرة، غير واقعي وممل للغاية، كما أنها لم تؤد إلى نتائج، وليس هناك أمل في تقدم العلوم خطوة واحدة إلا باستخدام طريقة جديدة تؤدى إلى الكشف عن الجديد وتساعد على الابتكار لما فيه خير الإنسانية. وقد حمل الفلسفة التقليدية وزر الجمود العلمي والقحط العقلي ويستغرب عجزها عن الإسهام الفاعل في رفاهية الإنسان وتقدمه وسعادته. وقد اعتقد بيكون أنه قد وجد الطريقة الصحيحة في الصيغة الجديدة التي وضعها للاستقراء، ويقصد به منهج استخراج القاعدة العامة (النظرية العلمية) أو القانون العلمي من مفردات الوقائع استنادا إلى الملاحظة والتجربة.


    * أهمية العلم عند بيكون
    آمن بيكون إيمانا مطلقا بالعلم وبقدرته على تحسين أحوال البشر فجعل العلم أداة في يد الإنسان، تعينه على فهم الطبيعة وبالتالي السيطرة عليها. يؤمن بيكون بأنه كانت للإنسان سيادة على المخلوقات جميعا ثم أدى فساد العلم إلى فقدان هذه السيطرة ومن هنا كانت غايته مساعدة الإنسان على استعادة سيطرته على العالم.أراد بيكون أن يعلم الإنسان كيف ينظر إلى الطبيعة، فالأشياء تظهر لنا أولا في الضباب وما نسميه في أغلب الأحيان مبادئ هو مجرد مخططات عملية تحجب عنا حقيقة الأشياء وعمقها.ورأى أنه يجب أن تكون للإنسان عقلية عملية جديدة، يكون سبيلها المنهج الاستقرائي الذي يكون الهدف منه ليس الحكمة أو القضايا النظرية بل الأعمال، والاستفادة من إدراك الحقائق والنظريات بالنهوض في حياة الإنسان وهذا ما عبر عنه بقوله: "المعرفة هي القوة". ففلسفته محاولة لكشف القيم الجديدة التي تتضمن الحضارة العلمية الحديثة في أول عهودها، واستخلاص المضمونات الفكرية لعصر الكشوف العلمية والجغرافية والتعبير بصورة عقلية عن التغيير الذي تستلزمه النظرة الجديدة إلى الحياة تتجلى فكرة بيكون في مقولته بأن المعرفة ينبغى أن تثمر في أعمال وان العلم ينبغي أن يكون قابلا للتطبيق في الصناعة، وأن على الناس أن يرتبوا أمورهم بحيث يجعلون من تحسين ظروف الحياة وتغييرها واجبا مقدسا عليهم.التجديد الذي قدمه بيكون هو قدرته على أن يثمر أعمالا.. فالعلم في رأيه هو ذلك الذي يمكن أن يثمر أعمالا ويؤدي إلى تغيير حقيقي في حياة الناس. وهذا يعني أن العلم الذي يُدرس في معاهد العلم الموجودة ليس علما، وأنه لا بد من حدوث ثورة شاملة في نظرة الناس إلى العلم، والى وظيفته والى طريقة تحصيله. وهكذا اتجهت دعوة بيكون إلى القيام بأنواع جديدة من الدراسات العلمية التي ترتبط بحياة الإنسان ارتباطا وثيقا، بحيث يكون هذا العلم أساسا متينا تبنى عليه الفلسفة الجديدة بدلا من الأساس الواهي القديم وهو التجريدات اللفظية الخاويةوقد صنف بيكون العلوم وكان هدفه منها ترتيب العلوم القائمة وخاصة الدالة على العلوم التي ينبغي أن توجد في المستقبل وهو يرتبها بحسب قوانا الإدراكية ويحصرها في ثلاث:

    الذاكرة وموضوعها التاريخ.
    المخيلة وموضوعها الشعر.
    العقل وموضوعه الفلسفة.

    * المنهج الجديد
    كان بيكون يرى أن المعرفة تبدأ بالتجربة الحسية التي تعمل على إثرائها بالملاحظات الدقيقة والتجارب العملية، ثم يأتي دور استخراج النتائج منها بحذر وعلى مهل ولا يكفي عدد قليل من الملاحظات لإصدار الأحكام، وكذلك عدم الاكتفاء بدراسة الأمثلة المتشابهة بل تجب دراسة الشواذ من الأمور الجوهرية في الوصول إلى قانون عام موثوق به يقول بيكون: إن الاستنباط الذي يقوم على استقراء أمثلة من طراز واحد لا يعتد به وإنما هو ضرب من التخمين، وما الذي يدلنا على استقصاء البحث وعموم القانون وقد تكون هناك أمثلة لا تشترك مع البقية في الخصائص، وهذه لا بد من دراستها؟ وقد دفع به هذا الموقف إلى نقد المدرسيين والقدماء لاكتفائهم بالتأمل النظري حول الطبيعة دون أن يعنوا بملاحظة ظواهرها. ومن ثم فإن الفلسفة الحقة – في نظره- يجب أن تقوم على أساس من العلم وتستمد نتائجه القائمة على الملاحظة والتجربة. فيجب على العلم الطبيعي إذن احترام الواقع الحسي إلى جانب الذهن في تخطيطه للطبيعة. وهذه هي أسس النظرية المنطقية الجديدة، التي استند إليها بيكون في دعوته إلى ضرورة إصلاح المنطق الصوري الأرسطي وتعديله والاستعاضة عنه بمنطق جديد يمهد السبيل أمام الإنسان لكي يستطيع بواسطته الكشف عن ظواهر الطبيعة والسيطرة عليها، أي انه يريد استبدال منهج البرهان القياسي بمنهج الكشف الاستقرائي.يرى بيكون أنه إذا أردنا الوصول إلى الهدف المنشود فلا بد من مراعاة شرطين أساسيين وهما:

    شرط ذاتي يتمثل في تطهير العقل من كل الأحكام السابقة والأوهام والأخطاء التي انحدرت إليه من الاجيال السالفة
    شرط موضوعي ويتمثل في رد العلوم إلى الخبرة والتجربة وهذا يتطلب معرفة المنهج القويم للفكر والبحث، وهو ليس إلا منهج الاستقراء.وليس المنهج هدفا في حد ذاته بل وسيلة للوصول إلى المعرفة العلمية الصحيحة، إذ أنه - كما يقول بيكون - بمثابة من يقوم بإشعال الشمعة أولا ثم بضوء هذه الشمعة ينكشف لنا الطريق الذي علينا أن نسلكه حتى النهاية.

    * قواعد منهج الاستقراء
    جمع الأمثلة قدر المستطاع.
    تنظيم الأمثلة وتبويبها وتحليلها وإبعاد ما يظهر منها انه ليس له بالظاهرة المبحوثة علاقة عله ومعلول.
    وهكذا يصل إلى صورة الظاهرة والتي تعني عند بيكون: قانونها أساس طريقة الاستقراء لدى بيكون هي أن يتجرد الإنسان من عقائده وآرائه الخاصة، ويطرق باب البحث مستقلا، ويتلمس الحكمة أنى وجدها ويتذرع بجميل الصبر وطول الأناة حتى يأمن العثار. ويتمثل في الكشف عن المنهج العلمي القويم وتطبيقه وإخضاع كل قول مهما كان مصدره للملاحظة والتجربة، فالإنسان لن يستطيع أن يفهم الطبيعة ويتصدى لتفسير ظواهرها إلا بملاحظة أحداثها بحواسه وفكره

    ***************************
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    ***************************
    احلام الاحمدي
    اقتصاد منزلي وتربية فنية
    شعبة(أ)

    ردحذف
  10. مشكورين على المعلومات الا قدمتوها عن العلماء والأقوال المميزة لكل عالم

    ردحذف
  11. الطالبة: هوازن أحمد
    الاقتصاد المنزلي
    قصـــــــة اسلام المفكر الإسلامي محمد أسد

    majdah.maktoob.com/vb/majdah105537/#post924621

    ردحذف
  12. أحلام أحمد الجهني
    رابع رياض أطفال (أ)
    ابن خلدون من رواد الفكر التربوي

    ابن خلدون هو وليّ الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد ... ابن خالد بن الخطاب ، ولد في تونس وتلقى ابن خلدون علومه على أبيه وعلى نفرٍ من علماء تونس والعلماء الواردين إليها فحفظ القرآن العظيم وتفسيره والحديث والفقه واللغة والنحو ثم توسع في الأدب والمنطق وعلوم الفلسفة .
    ويهمنا من مقدمته . آراؤه التربوية فيها :

    1 - العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران ، وتعظم الحضارة (( ونحن لهذا العهد ، نرى أن العلم والتعليم إنما هو بالقاهرة من بلاد مصر ، لأن عمرانها مستبحر ، وحضارتها مستحكمة ، من آلاف السنين )) .



    2 ـ اختلاف العناية بمواد الدارسة ، باختلاف الأمصار . (( فأما أهل المغرب ، فمذهبهم الاقتصار على تعليم القرآن ، وأخذ الأبناء أثناء المدارسة بالرسم ومسائله ، واختلاف حملة القران فيه ، لا يخلطون ذلك بسواه من حديث أو فقه ، أو شعر أو نثر ، إلى أن يحذق الصبي فيه ، أو ينقطع دونه ، فيكون انقطاعه في الغالب ، انقطاعا عن العلم بالجملة ، فهم لذلك أقوم على رسم القرآن وحفظه من سواهم ، ولكن التزامهم تلك الخطة ، أورثهم قصوراً في حسن البيان ، فكان حظهم الجمود في العبارات ، وقلة التصرف في الكلام . وأما أهل الأندلس فلم يحيطوا القرآن وعلومه بعنايتهم ، وإنما أخذوا أولادهم من أول العمر ، بكثرة رواية الشعر ، وبالتدريب على الترسل ، وبمدارسة العربية ، وحفظ قوانينها ، وبتجويد الخط والكتابة ، فبرزوا فيهما . وهذا الــتفنن في التعليم ملكة صاروا بها أعرف في اللسان العربي وأبرع في خط ، وأدب ، على حسب ما يكون التعليم الثاني بعد تعليم الصبا ، ولكنهم قصروا في سائر العلوم ، لبعدهم عن مدارسة القرآن والحديث ، التي هي أصل العلوم وأساسها . وأما أهل المشرق فكانوا يعنون بدراسة القرآن وصنوف العلم وقوانينه ، ولم يتداولوا صناعة الخط في مكاتب الصبيان فكانوا يكتبون الألواح بخط قاصر عن الإجادة ، ومن أراد تعلم الخط ، فعلى قدر ما يسمح له بعد ذلك ، من الهمة في طلبه ، ثم إنه كان يبتغيه من أهل صنعته ، كما تبتغى سائر الصناعات )) .

    3 - إن وجه ما درج عليه الناس من تقديم دراسة القرآن :

    ( أ ) إيثار التبرك والثواب .

    (ب) خشية ما يعرض للولد في جنون الصبا من الآفات ، والقواطع عن العلم ، فيفوته القرآن .

    4 - الفلسفة ضروها في الدين كثير ، تثير الشك ، وتزعزع الثقة ، ونحن أحوج ما نكون إلى اليقين .

    5 - في المر حلة لطلب العلم ، ولقاء المشيخة ، مزيد من العلم ، ومزيد من التجربة ومزيد من الصقل .

    6 - التعليم لهذا العهد { عهد ابن خلدون } من جملة الصناعات المعيشية البعيدة من اعتزاز أهل العصبية . والمعلم مستضعف مسكين ، وإن التعليم في صدر الإسلام ، والدولتين ، لم يكن كذلك .

    كان أهل الأنساب والعصبية الذين قاموا بالملة ، هم الذين يعلمون كتاب الله، وسنة رسوله ، إذ هو كتابهم المنزل على رسوله منهم ، وبه هدايتهم ، والإسلام دينهم ، قاتلوا عليه وقتلوا ، واختصوا به من بين الأمم ، وشرفوا ، فيحرصون على تبليغ ذلك ، وتفهيمه للأمة ، لا تصدهم عنه لائمة الكبر ، ولا يزعهم عاذل الأنفة ، ويشهد لذلك ، بعث النبي كبار أصحابه مع وفود العرب ، يعلمونهم حدود الإسلام ، وما جاء به من شرائع الدين .



    7 - التعليم ضروري وطبيعي في البشر ، لحاجة الإنسان لمعارفه المختلفة ، حتى لا يتحير بالفهم والوعي فقط ، بل بملكة خاصة ، والحصول على هذه الملكة في العلم والفن ، يكون بالتعليم .



    8 - اختلاف الملكات بين الناس ، ناشئ عن حصول الملكات بواسطة التعليم ، على عكس ما يظنه بعض الناس من أن هذا المتفاوت ، راجع إلى اختلاف في حقيقة الإنسان . فابن خلدون يقر بالفروق الفردية ولكنه يرجع السبب إلى التعليم ، مخالفا بذلك الرأي الذي يرجعها إلى وراثة والبيئة ، وهو رأي سديد ولا شك ، لأن التعليم -كما أثبته الرؤية الثاقبة ، يعالج ما تتركه البيئة و الوراثة. ومن قبل قيل : ( يا بني تعلموا العلم ، فإن كنتم سوقة عشتم ، وإن كنتم وسطا سدتم ، وإن كنتم
    سادة فقتم ) وهذه نظرة أبعد مدى من رأى التربية الحديثة ، التي تقصر على تقرير الفروق الفردية .



    9- يقسم العلوم إلى مقصودة بالذات ، كالعلوم الشرعية ، و الطبيعة ، و الإلاهية علوم آلية ، وهي وسيلة للعلوم المقصودة بالذات ، كالعربية ، وغيرهما للشرعيات ، والمنطق للفلسفة ، وإنما تتوجه العناية لعلوم المقاصد ، أكثر من وسائلها .وعلى المعلمين ، ألا يولوا العلوم الآلية ،كل العناية .

    ولسنا مع ابن خلدون في هذا ، لأن العلوم يســاعد بعضا ، وقد تكون الحاجــة ماسة إلى الآليات ، إذا ظـهـرت ميول المـتعلم إلـيها ، أو لاحتياج الإعداد العلمي والوظيفي لها .



    10- التعلم في الصغر ، أسرع منالا ،وأبقى أثرا ، وهو أساس لما بعده . وهذا رأى كثير من مفكري الإسلام .

    11- كأنى به قد ألم بكثير من موضوعات علم‘النفس ، فهو لهذا يهتم بالصحة النفسية للمتعلم ، فينهى عن القسوة عليه ، حتى لا يصاب بالعقد النفسية ( ومن كان مرباه بالعسف و القهر ، سطا به القهر ، وضيق على النفس في انبساطها ، وذهب بنشاطها ، ودعا إلى الكسل ، وحمل على الكذب ، و الخبث ، وهذا التظاهر بغير ما في ضميره ، خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه ) ، بل يرى ابن خلدون أن الشدة تفسد في المتعلم معاني الإنسانية ، فيضعف عن أن يتحمل المسئولية ، ويترك لغيره حق الدفاع عنه . فابتعدوا عن القسوة أيها الآباء والمعلمون . لقد كان ابن خلدون أوسع فكرا ، وأعمق تحليلا للنفس وحاجاتها ، فتفوق بهذه النظرة على علماء النفس الغربيين الذين جاءوا بعده بقرون.

    12- وفى أحايين قليلة ، يبيح ابن خلدون عقوبة المتعلم ، بما لا يزيد عن ثلاثة أسواط ، وهذا - كما عرفنا - رأى القابس أيضا . والضرب قل أو كثر ، يتنافى مع أبوة الوالد والمعلم .

    13 - يقرر أن طريقة الأداء ليست واحدة عند كل المعلمين ، لأنها نتوقف على عوامل كثيرة : -

    · الإعداد العلمي .

    · الإعداد الوظيفي ( المهني ) .

    · الحفاظ على استمرار النماء الثقافي والوظيفي .

    · الميل إلى فن التدريس ، و الإيمان بقيمته في التقدم
    الحضاري ، استجابة للموهية التربوية يمنحها الله لمن يشاء يكون من المربين الموهوبين ، وهناك المربى المتسامح، الذي يملك زمامه لتلاميذه فيسيطرون عليه ،ولا يسيطر هو عليهم ، وهناك كذلك المربى القلق الذي يدفعه قلقه ، إلى أن يحمل عنهم كل شئ يعطى ولا يأخذ ، والدرس أخذ وعطاء . (( ومما يدل على أن تعلم العلم صناعة ، اختلاف الاصطلاحات فيه ، فلكل إمام من الأئمة المشهورين اصطلاح في التعليم يختص به ، شأن الصناعات كلها ، فدل ذلك على أن الاصطلاح ليس من العم ، وإلا كان واحدا عند الجميع )) والاصطلاح عنده - على ما يبدوا - طريقة الأداء .

    14 - مما يعين المدرس ، على تجويد طريقة الأداء : -

    ¨ الاستعانة . الأمثلة المحسوسة ، لأن ما يدرك بالحاسة ، رب إلى الفهم مما يدرك بالعقل . وهذا مما يحسبه الغربيون من مبادراتهم .

    ¨ التدرج من السهل إلى الصعب ، وهذه أيضا مبادرة لنا لا لهم .

    ¨ إثارة فاعلية المتعلم ، حتى لا ينصرف عن الدرس ، فينشأ بعيدا
    عن الإيجابية .

    15 - يرسم للمعلم خطوات الدرس ، ليكون من المعلمين الناجحين :-

    à يلم بأبواب العلم والفن إجمالا .

    à يعود إلى هذه الأبواب مرة ثانية ، فيتناولها بالشرح والتفصيل ، حتى تظهر ملكة المتعلم ( والملكة المهارة والقدرة )

    à يعود مرة ثالثة ، فيفرع ، ويوضح أوجه الخلاف ، ويتعمق الشرح حتى تستـقر الملكة. وقد كانت هذه طريقة التأليف في فترة زمنية عشناها ، وثبتت جدواها :‎

    درسنا أبواب النحو كلها موجزة في كل صف من صفوف المرحلة الابتدائية ، ودرسناها بتفصيل في كل صف من صفوف المرحلة الثانوية ، ثم درسناها بتعمق في المرحلة الجامعة . والهدف التربوي ، أن هذه
    الأبواب مترابطة ، يوضح بعضها بعضا ، وتقسيمها لتدرس أجزاء في سنوات مختلفة ، لا يحقق هذا الترابط والتكرار من العوامل النفسية ، في تعلم اللغة .

    16 - يعيب الطريقة الإلقائية ، بأن يبدأ المدرس بذكرالقاعدة ، ثم يأتي بالأمثلة من بعد ذلك ، لأنها مخالفة للنظرية السليمة في التربية " من الجزئي إلى الكلى " يأتي بالأمثلة أولا ، ويناقشها مع تلاميذه ليصلوا معا إلى القاعدة ، ثم يكون التطبيق مرحلة التثبيت .

    17- يطلب من المعلم ، أن يفهم ويفهم ، ليقتدي به تلاميذه في الفهم والإفهام .

    18 - يعيب على المعلمين أن يلجئوا إلى المختصرات ، والملخصات ؛ لأنها تحرم المتعلم من الإلمام الكامل الذي يبني الشخصية العلمية المتطورة . يقول ابن خلدون (( أن في ذلك إفسادا للتعليم وإخلالا
    بالتحصيل ، وتضييعا لوقت المتعلم ، في تتبع ألفاظ الاختصار العويصة
    في الفهم ، واستخراج المسائل من بينها ، وهذا مما يقف في سبيل الملكة الحاصلة من التعليم )) .

    19 - الإنسان حيوان اجتماعي مفكر ، خاضع في صلة بعضه
    ببعض ، لقوانين اجتماعية ، في جميع أمور معاشه وعمرانه ، ويمتاز الإنسان على الحيوان ، بالفكر الذي يهتدي به لتحصل معاشه ، والتعاون عليه بأبناء جنسه ، والاجتماع المهئ لذلك التعاون وعن هذا الفكر تنشأ العلوم فيكون راغبا في تحصيل ما عنده من الإدراكات ، فيرجع إلى من سبقه بعلم ، أو زادعليه بمعرفة أو إدراك ، أو أخذه ممن تقدم من الأنبياء .

    20 - يشير ابن خلدون للعلاقات الإنسانية ، بين المعلم و المتعلم ، وأنها توثق الصلات العلمية بينهما فلا يحرم الطالب خبرات أستاذه وتجاربه ، والأستاذ إذا أحب طالبه ، منحه علمه وخبرته راضياً مطمئناً ، وهذا ما نريده لجامعتنا أولا ، ولمدارسنا ثانيا ، حتى تقوم الحياة التربوية على أسس من الثقة ، والتعاطف ، والحب ، والاحترام ، فلا تكون هذه الفجوة التي نراها الآن بين الطالب وأستاذه ، ولا مصلحة للعلم في القطعية .

    21 - يدعو إلى التعلم بلغة الأمة ، ويرى (( أن الدرس بلغه أجنبية ، نصف درس )) . ولغتنا العربية ، وسعت كتاب الله علما و حكمه ، فلا تضيق بمصطلح حديث ، أو تعجز عن ملاحقة تطور ، وقد عرفنا لغة الفكر العلمي المبتكر ، في أزمنة مختلفة من التاريخ . وقد سبقت الإشارة لشيء من هذا .

    22 - يرى ابن خلدون الإكثار من أقوال البلغاء و الأدباء ، ليتسع الفكر ، وتزداد الثروة اللغوية .

    23 - يصل ابن خلدون إلى أحدت آراء للتربية وعلم النفس وهو انتقال أثر التدريب و مضمونه (( إن تعليم أمر معين يميد في بعلم أمر آخر ، فتعلم التاريخ الإسلامي ، ينتقل أثره إلى تعلم تاريخ الأدب العربي ، الأسماء والتواريخ والمواقع ، تكادا أن تكون متحده ، وهذه عوامل مشتركة لابد منها لانتقال أثر التدريب . والتلميذ الذي يرى أنواعا من السيارات ، يمكنه أن يتعرف على أنواع غيرها لم تكن قد مرت بخبرته من قبل . وهذا هو التعميم ، وهو العملية التي يتم بها إدراك المعالم العامة أو المبادئ الرئيسة المشتركة ، وهو شرط هام من شروط انتقال أثر التدريب ، بساعد على التعليم في الأمور الأخرى ، التي ترتبط بالموضوع الأول . ولا شك أن الطريقة التي يتمم بها التعلم ، تعين على انتقال أثر التدريب . فإذا تم التعلم عن طريق الإدراك الواضح ، والفهم التام للموقف تيسر انتقال آثاره إلى المواقف الجديدة . أما التعلم السطحي و الجزئي ، فإن آثار التدريب لا تنتقل بسهولة ، فالمواقف المشتركة أولاً والتعميم ثانياً ، وطريقة التعلم ثالثاً ، مبادئ ضرورية لانتقال آثار التدريب )) ، هذا ما يقوله علم النفس التربوي ، فانظر ماذا يقوله ابن خلدون :" إن إتقان الصناعات ، لا يجعل الإنسان ماهراً فيها فقط ، وإنما تنتقل مهارته إلى غيرها من الصناعات التي يتعلمها ، إذا كانت قريبة من الأولى التي أتقنها ، فمثلاً إذا مهر في الخط ، فإن أثر هذه المهارة ، تنتقل إذا تعلم النقش على الجدران ، وكذلك من تظهر مهارته في الحساب ، يسهل عليه أن يتقن الجبر والهندسة " ، وستجد أن الفكرة ، أوضح ما تكون عند ابن خلدون ، والفضل للسابق .

    24 - كثرة التأليف في العلوم ، من معوقات التحصيل يقول :" اعلم أنه مما أضر بالناس في تحصيل العلم ، والوقوف على غاياته ، كثرة التأليف ، واختلاف الاصطلاحات في التعليم ، وتعدد طرقها " ، يريد ألا يتوزع تفكير المتعلم المبتدئ في كتب كثيرة ؛ لأنه بعيد عن التركيز ، حتى إذا اشتد عوده ونضج فكره ، فالرجوع إلى المراجع المختلفة من البديهيات .

    25 - يرى ألا تطول الفترات بين الدروس ، إذ أن في التقطيع مدعاة ؛ لأن ينسى المتعلم ما درسه لطول الفترة بين الدرس والآخر ، ومواصلة الدرس يساعد على أن تتم عملية التعلم في وقت أقصر ، وبطريقة أصح ، وتأتي بنتيجة أفضل .

    26 - إن تعليم اللغة - الذي يجب أن يكون أساساً لتعلم سائر العلوم - يبدأ بتعلم الكتابة والقراءة ، ثم تربط الألفاظ بالمعاني ، ثم ينتهي بالتجريد ، والربط بين بعض المعاني المختلفة وبعضها .

    27 - إن الفرد يستطيع التعبير عن آرائه بطريقة أفضل وأصح ، إذا استخدم لغته الدارجة التي يعرفها ويجيدها ، وبها يستطيع أن يصب معانيه ومشاعره وأفكاره في ألفاظ ، ولا نوافقه على هذا الرأي ؛ لأن
    لغة القرآن هي اللغة العربية .
    http://www.exhauss-ibnkhaldoun.com.tn/

    ردحذف